تجمع سوريا ولبنان حدود مشتركة تتجاوز المئات من الكيلومترات، حيث تجاور سوريا لبنان من شمالها وشرقها، وهي الحدود التي نتجت بسبب الانتداب الفرنسي على أراضي هاتين الدولتين في العام 1920، وبحكم التقارب بين ثقافة كلا الدولتين حرص السوريون على السيطرة على مفاصل الحياة السياسية في لبنان وتوجيهها لتصب في صالح سوريا، غير أن الانقلابات المتتالية والفوضى السياسية التي عمّت سوريا خلال حقبة الستينات من القرن الماضي حالت دون التدخل بشكل مباشر في لبنان، إلى أن أتت اللحظة المناسبة التي مكّنت السوريين من السيطرة على لبنان والتي توازت مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، ومن خلالها تمكّن السوريون من التوغل داخل العمق اللبناني والاستقرار فيه والتحكم في كافة شؤونه.
عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان العام 1975 أرسلت بعض الدول العربية وقتذاك قوة رمزية لفرض الأمن والاستقرار، غير أنه وبعد بضعة شهور وبسبب استمرار الفوضى في لبنان اقترح السوريون سحب قوات الردع العربية وإحلالها بقوات سورية باعتبارها مجاورة للبنان، وذلك من خلال نشر قوات عسكرية سورية في لبنان لقدرتها على تعزيز الأمن وفرض الاستقرار داخل الدولة المجاورة.
كانت الحجج التي أبداها السوريون وقتها تبدو مقنعة، فسوريا هي الجارة الكبرى للدولة الصغيرة الممزقة داخلياً، ودخول الجيش السوري وانتشاره بها سيؤمن لها السلام ويضع حداً للحرب الأهلية الدائرة فيها، كما أنه سيمنع عنها شبح الإسرائيليين الذين يتوقون لمهاجمتها واقتلاع أجزاء من ترابها الوطني، اقتنع بعض اللبنانيين بالحجج السورية وقتها فانتشرت قوات الجيش السوري في سهل البقاع بخلاف المحاور الرئيسية في العاصمة بيروت.
ولكن بمجرد أن تغلغل السوريون في لبنان بدأت الصورة والأحداث في التغير، واتضح أن لسوريا أهدافاً أخرى مختلفة تتجاوز فرض الأمن والاستقرار في لبنان، وهنا أدرك عدد من الرموز اللبنانية (مثل كمال جنبلاط وبشير الجميل وغيرهما) أن الوجود السوري بلبنان سيؤثر على مفاصل الحياة السياسية بها، وهو ما سيخلق المزيد من الأزمات، لذا يجب عليها الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وقد أزعج أيضاً الوجود السوري بلبنان الإسرائيليين كثيراً خاصة في ظل استمرار الحرب الأهلية الدائرة بين الفصائل المتحاربة في لبنان، مما عرضها للاجتياح في العام 1982 بذريعة طرد جميع القوات والميليشيات المسلحة غير اللبنانية.
بعد ثورة الخميني العام 1979 وبوجود شيعة مواليين للثورة الإيرانية داخل لبنان تم تأسيس حزب الله العام 1982، وحظي هذا الحزب بدعم سوري يستطيع من خلاله الطرفان السيطرة على مناحي الحياة في لبنان، وقد لاقت هذه الاستراتيجية ترحيباً ودعماً قوياً من إيران، وبطبيعة الحال كان الحزب عند تأسيسه مثار جدل واسع ما بين مؤيد ورافض ومتردد، غير أن السوريين والإيرانيين عقدوا العزم على زرع الحزب داخل التربة اللبنانية بحجة طرد الإسرائيليين وتحرير مزارع شبعا المحتلة، وهو ما وافق هوى البعض وقتذاك.
في المقابل كان من أشد المناهضين للوجود السوري في لبنان زعيم حزب الكتائب وقتها بشير الجميل، والذي كان رافضاً تماماً وجود أي قوات عسكرية غير لبنانية بلبنان، وقد وجدت دعوة بشير الجميل صدى وترحيباً بين رموز لبنان، ولهذا سارع اللبنانيون بانتخابه رئيساً للدولة، غير أن فرحة اللبنانيين سرعان ما انطفأت باغتياله في عملية خسيسة، وقد ساهم اغتيال الجميل في تغلغل النفوذ السوري في لبنان ودعم وجود المليشيات المسلحة الموالية لإيران كحزب الله.
كانت مبررات تأسيس حزب الله هو طرد إسرائيل من لبنان وفرض الاستقرار بها، لكن سرعان ما اتضح أن لهذه الحزب أهدافاً تمس السيادة اللبنانية، من خلال تحويل لبنان لدولة تابعة لولاية الفقيه، وهو ما يمكن استشفافه من تصريحات حسن نصر خلال توليه أمانة الحزب، ولا شك أن الحجج التي ساقتها سوريا لتبرير وجود قواتها العسكرية في لبنان واهية ومثيرة للسخرية، فسوريا وإيران التي تدعم حزب الله لم تستطع أي منهما تحرير شبر واحد من مزارع شبعا المحتلة، كما رأت بعض القوى اللبنانية الرافضة للوجود السوري أنه كان بالأحرى لسوريا تحرير الجولان المحتلة بدلاً من سعيها لبسط سيطرتها على لبنان.
مما لا شك فيه أن كل حزب سياسي يتحول إلى مليشيا عسكرية ويتلقى من دولة خارجية تمويلاً سخياً ويسعى لتنفيذ أجندات هذه الدولة داخل تراب بلده هو خائن وعميل بامتياز، وحزب الله منذ نشأته -التي ذكرناها بإيجاز- وحتى يومنا هذا هو مشروع سوري إيراني بحت لا يمت للبنان بصلة، فمنذ نشأته وهو يسعى لتعميق الوجود السوري بلبنان، وهو أشبه بحكومة ظل داخل لبنان هدفها الأول والأخير عرقلة أي مساعٍ سياسية تسعى للحد من الهيمنة السورية الإيرانية، ولعل تدخل حزب الله في مساعدة النظام السوري لقمع الانتفاضة السورية لدليل دامغ على امتلاكه أجندة خبيثة وأهدافاً خفية، ومن الملاحظ أنه لا يجد غضاضة في الاستمساك ببعض الشعارات البراقة التي تستهوي عقول البعض كتحرير القدس والقضاء على الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من الشعارات لتبرير مخططه في تحويل لبنان لدولة مرجعيتها ولاية الفقيه.
انتماء الشخص لوطنه لا يقاس بورقة تحدد هويته وانتماءه لبلد ما، ولكن الانتماء للوطن يقاس بأمور عديدة لعل أهمها هو دوره في حماية بلده من الأخطار الداخلية والخارجية، وقد يكون حسن نصر لبنانياً في بطاقة هويته، غير أنه يحمل أجندة إيرانية وهوى وانتماء لسوريا، ومن المؤكد أن كل جملة يتحدث بها نصرالله لا بد أن يسبقها ضوء أخضر من طهران، وهو ما يؤكد أنه عميل بامتياز للنظام الإيراني مع سبق الإصرار.
عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان العام 1975 أرسلت بعض الدول العربية وقتذاك قوة رمزية لفرض الأمن والاستقرار، غير أنه وبعد بضعة شهور وبسبب استمرار الفوضى في لبنان اقترح السوريون سحب قوات الردع العربية وإحلالها بقوات سورية باعتبارها مجاورة للبنان، وذلك من خلال نشر قوات عسكرية سورية في لبنان لقدرتها على تعزيز الأمن وفرض الاستقرار داخل الدولة المجاورة.
كانت الحجج التي أبداها السوريون وقتها تبدو مقنعة، فسوريا هي الجارة الكبرى للدولة الصغيرة الممزقة داخلياً، ودخول الجيش السوري وانتشاره بها سيؤمن لها السلام ويضع حداً للحرب الأهلية الدائرة فيها، كما أنه سيمنع عنها شبح الإسرائيليين الذين يتوقون لمهاجمتها واقتلاع أجزاء من ترابها الوطني، اقتنع بعض اللبنانيين بالحجج السورية وقتها فانتشرت قوات الجيش السوري في سهل البقاع بخلاف المحاور الرئيسية في العاصمة بيروت.
ولكن بمجرد أن تغلغل السوريون في لبنان بدأت الصورة والأحداث في التغير، واتضح أن لسوريا أهدافاً أخرى مختلفة تتجاوز فرض الأمن والاستقرار في لبنان، وهنا أدرك عدد من الرموز اللبنانية (مثل كمال جنبلاط وبشير الجميل وغيرهما) أن الوجود السوري بلبنان سيؤثر على مفاصل الحياة السياسية بها، وهو ما سيخلق المزيد من الأزمات، لذا يجب عليها الانسحاب من الأراضي اللبنانية، وقد أزعج أيضاً الوجود السوري بلبنان الإسرائيليين كثيراً خاصة في ظل استمرار الحرب الأهلية الدائرة بين الفصائل المتحاربة في لبنان، مما عرضها للاجتياح في العام 1982 بذريعة طرد جميع القوات والميليشيات المسلحة غير اللبنانية.
بعد ثورة الخميني العام 1979 وبوجود شيعة مواليين للثورة الإيرانية داخل لبنان تم تأسيس حزب الله العام 1982، وحظي هذا الحزب بدعم سوري يستطيع من خلاله الطرفان السيطرة على مناحي الحياة في لبنان، وقد لاقت هذه الاستراتيجية ترحيباً ودعماً قوياً من إيران، وبطبيعة الحال كان الحزب عند تأسيسه مثار جدل واسع ما بين مؤيد ورافض ومتردد، غير أن السوريين والإيرانيين عقدوا العزم على زرع الحزب داخل التربة اللبنانية بحجة طرد الإسرائيليين وتحرير مزارع شبعا المحتلة، وهو ما وافق هوى البعض وقتذاك.
في المقابل كان من أشد المناهضين للوجود السوري في لبنان زعيم حزب الكتائب وقتها بشير الجميل، والذي كان رافضاً تماماً وجود أي قوات عسكرية غير لبنانية بلبنان، وقد وجدت دعوة بشير الجميل صدى وترحيباً بين رموز لبنان، ولهذا سارع اللبنانيون بانتخابه رئيساً للدولة، غير أن فرحة اللبنانيين سرعان ما انطفأت باغتياله في عملية خسيسة، وقد ساهم اغتيال الجميل في تغلغل النفوذ السوري في لبنان ودعم وجود المليشيات المسلحة الموالية لإيران كحزب الله.
كانت مبررات تأسيس حزب الله هو طرد إسرائيل من لبنان وفرض الاستقرار بها، لكن سرعان ما اتضح أن لهذه الحزب أهدافاً تمس السيادة اللبنانية، من خلال تحويل لبنان لدولة تابعة لولاية الفقيه، وهو ما يمكن استشفافه من تصريحات حسن نصر خلال توليه أمانة الحزب، ولا شك أن الحجج التي ساقتها سوريا لتبرير وجود قواتها العسكرية في لبنان واهية ومثيرة للسخرية، فسوريا وإيران التي تدعم حزب الله لم تستطع أي منهما تحرير شبر واحد من مزارع شبعا المحتلة، كما رأت بعض القوى اللبنانية الرافضة للوجود السوري أنه كان بالأحرى لسوريا تحرير الجولان المحتلة بدلاً من سعيها لبسط سيطرتها على لبنان.
مما لا شك فيه أن كل حزب سياسي يتحول إلى مليشيا عسكرية ويتلقى من دولة خارجية تمويلاً سخياً ويسعى لتنفيذ أجندات هذه الدولة داخل تراب بلده هو خائن وعميل بامتياز، وحزب الله منذ نشأته -التي ذكرناها بإيجاز- وحتى يومنا هذا هو مشروع سوري إيراني بحت لا يمت للبنان بصلة، فمنذ نشأته وهو يسعى لتعميق الوجود السوري بلبنان، وهو أشبه بحكومة ظل داخل لبنان هدفها الأول والأخير عرقلة أي مساعٍ سياسية تسعى للحد من الهيمنة السورية الإيرانية، ولعل تدخل حزب الله في مساعدة النظام السوري لقمع الانتفاضة السورية لدليل دامغ على امتلاكه أجندة خبيثة وأهدافاً خفية، ومن الملاحظ أنه لا يجد غضاضة في الاستمساك ببعض الشعارات البراقة التي تستهوي عقول البعض كتحرير القدس والقضاء على الاحتلال الإسرائيلي وغيرها من الشعارات لتبرير مخططه في تحويل لبنان لدولة مرجعيتها ولاية الفقيه.
انتماء الشخص لوطنه لا يقاس بورقة تحدد هويته وانتماءه لبلد ما، ولكن الانتماء للوطن يقاس بأمور عديدة لعل أهمها هو دوره في حماية بلده من الأخطار الداخلية والخارجية، وقد يكون حسن نصر لبنانياً في بطاقة هويته، غير أنه يحمل أجندة إيرانية وهوى وانتماء لسوريا، ومن المؤكد أن كل جملة يتحدث بها نصرالله لا بد أن يسبقها ضوء أخضر من طهران، وهو ما يؤكد أنه عميل بامتياز للنظام الإيراني مع سبق الإصرار.